نوبل هل تنهي اوباما قبل ان يبدأ؟

شيكاغو مسقط رأس الرئس أوباما وبلدته التي رشحته ليكون ممثلها في الكونغرس الامريكي لم تتفاعل كثيرا بفوز الرئيس أوباما بجائزة نوبل للسلام، الحياة تمضي كما هي لا تجمعات ولا مسيرات، ايقاع الحياة هنا في شيكاغو لا يسمح بمثل هذه الامور ،تلفزيون اي بي ان أجرى مقابلات مع جيرانه ومع الناس في الشارع. معظم الناس يعتقدون أنه لم يفعل شيئا بعد ،وأن الجائزة يجب أن تعطي لوعد انجز وليس لوعود لم تنجز ،هكذا هم الامريكيون لا يكترثون ولا يتكرسون على الرغم من الشعبية الكبيرة والاحترام المتزايد الذي يلقاه اوباما الا ان الغلبة الاعم من الشعب تؤمن بان السياسة افعال لا كلمات،هناك ايضا من يرى أنه يستحقها لخططه وخطبه التي غيرت العالم في أشهر قليلة
،وشعبية الرئيس لا تنصره ظالما أو مظلوما ،بل تعد عليه بالورقة والقلم ما وعد به وقال أنه سيفعله لناخبيه (حديثا سابقا)) ثم تحول تلك الوعود الى ( فعلا لاحقا) بعد أن وثقت فيه تلك الاكثرية المنتخبة .وفي تقديري بعيدا عن امريكا وشعبها فان اوباما يستحق هذه الجائزة بل أ ن استحقاقه لها في هذا الوقت يدل على أن اوباما لم يغير الايقاع السياسي للعالم فحسب بل غير حتى الاطار المعرفي فجائزة نوبل كانت مثل (حقوق المعاش) تعطى في نهاية الخدمة. وقد سخر منها الكاتب الكبير برناند شو عندما اعطيت له قائلا ما معناه: أنه لا يحتاجها الآن فهو غني ومعروف!!وقد كان يحتاجها عندما كان متشردا بائسا. فالجائزة ستدعم أوباما دعما سخيا ادبيا في اتجاه تعميق رؤيته وتطبيق حديثه على كل المستويات ،وستجعل من اوباما رئيسا في دائرة الضوؤ وقتا طويلا وقد تلهمه لافكار ومشاريع أكثر جرأة في اتجاه (الدنيا الجديدة) التي تقوم على الاحترام والسلم. لكن هناك جانب غير مشرق ومخيف في الامر اذ أن هناك تيارا متناميا من مشجعيه ومؤيديه من الامريكيين يعتقدوا أن حياته في خطر وأن التيار الرافض لمشروعه الاصلاحي في امريكا سيغتال أوباما ولن يتركه يصل الى مبتغاه ،وان صدق حدس هذا التيار فان الخطر يصبح محيقا باوباما كلما زادت ثقة العالم به وقدمه العالم وكرمه على انه بطل ومنقذ ...فجائزة نوبل لاوباما ستدعمه كثيرا في تحقيق ما وعد فهو رجل عظيم يمتلك من الصدق والشجاعة والذكاء ما يؤهله لفعل الكثير ،وعلى مستوى آخر قد تعجل هذه الجائزة بنهايته قبل أن يبدأ...